إن من أهم الظواهر التي تؤثر سلبياً في بناء الفرد والمجتمع على السواء والتي أصبحت في أيامنا جزءاً لا يتجزأ من مجموع السلوكيات في الحياة اليومية والتي تظهر في غالبية جوانب الحياة , في العائلة, في العمل, في المؤسسات على أنواعها وبضمنها مؤسسات التربية والتعليم والأماكن العامة وغيرها.
هذه الظاهرة هي ظاهره العنف التي بدأت تنتشر في مجتمعاتنا وإن كانت تلبس أوجه مختلفة ومتنوعة فهي في ماهيتها متشابهة وتظهر كرد فعل سلبي وتكون موجهة إلى الفرد نفسه أو إلى الغير أو للاتجاهين معاً .
أسباب العنف ودوافعه كثيرة وهي تنحدر من مصادر شعورية و/أو عقلانية .
ولما لهذه الظاهرة من تأثير ومخاطر فأن المجتمعات ترفضها وتولي الأهمية لمعالجتها ومحاربتها ونـحن بدورنـا نتكاتف سويـة كمجتمع متحضر للعمل على منع العنف في جميع جوانب حياتنا
البيت وألاهل من خلال دورهم في تربيه أولادهم يهتمون ببناء أفراد صالحين يتعاملون فيما بينهم ومع الآخرين وفي المجتمع من منطلق التسامح وعدم العنف.
المدرسة وما لها من دور كبير في تنشئة الطلاب ــــ أجيال المستقبل وهي المسؤولة عن تطور هذه الأجيال , تهتم من خلال التربية والتعليم بأن ينشأ جيل وأجيال تتعامل بالمحبة والتعاون والتفاهم وينطلقون في أداء أدوارهم في مواقع مختلفة من الحياة وهم يتمتعون بالقيم السامية ويتحلون بالأخلاق الحميدة.
من هذا المنطلق نرى أن المدرسة والبيت شركاء في تنمية هذه الأجيال وتضع نصب أعينها وفي مقدمة أولوياتها أن يتخرج من بين جنباتها رجال ونساء, أعضاء نافعون صالحون , يتعاملون في مجالات حياتهم بالأخلاق الحميدة ويرفضون العنف .
إن لهذه الظاهرة أضرار كثيرة وأهمها : -
أضرار نفسانيةتساعد على خلق عناصر سلبية في المجتمع وأشخاص ناقمين , لغة التعامل عندهم هي العدوان والعنف.
أضرار جسمانية من خلال التعامل بالعنف إن كان في البيت أو في المجتمع وسواء كان من قبل الأب اتجاه أبنائه أو المعلم تجاه طالبه أو الطالب تجاه زميلة أو حتى من الطالب تجاه معلمه أو تجاه الأصغر أو الأكبر منه .
أضرار في الممتلكات في حالات التخريب والتدمير أو إبداء ردود فعل ضد ممتلكات خاصة أو عامه داخل المجتمع .
إن بناء الفرد الصالح في المجتمع له أهمية كبيرة حيث ينشأ سليماً صحيحاً بجسمه وكيانه شخصيته إيجابية وعنصر فعّال وبنّاء في مجتمعه وذلك من خلال تربيته وتعويده على الاعتماد على نفسه , الاحترام , تقويه ودعم الثقة بالنفس والطموح وذلك من خلال الأدوار التي يقوم بها المحيطون به كل في مكانه ووظيفته ودوره .
بالإضافة إلى هذا كله فأن الضرر الذي يمكن أن يعود على المجتمع نفسه من الفرد إذا كان التعامل معه على أساس الإهانة والسب والشتم والذل والتحقير وعدم الاهتمام بوجوده وبكيانه ورغباته فعندها ينشأ ناقماً كارهاً لنفسه ويريد أن يتعامل مع المجتمع هو أيضاً بنفس الطريقة ويكون المردود السلبي على المجتمع كله نتيجة لتعامله مع الأفراد فيه .
نحن بدورنا كأباء ومعلمين ننطلق وبلغه واحدة في تعاملنا مع الأبناء ومهما كان الأمر صعباً إلا أن النتيجة حتماً ستكون إيجابية ومشجعه مهما طال المشوار .
إن عدم توحيد وتحديد شكل التعامل مع الأبناء يوقع الطلاب في متاهة ازدواجية التعامل أو تنوعها ولا نصل بهذا إلى الهدف المنشود, فالمطلوب منا جميعاً أن نربي على الفضائل والقيم الحميدة ونبث في الوقت ذاته الدفْ والمحبة للطالب لكي يخرج إلى المجتمع محبوباً فيكون محباً يخرج إلى المجتمع متسامحاً فيكون بتعامله هو أيضا متسامحاً مع الآخرين.
إن لغة العنف لغة ترفضها كل المجتمعات وتكرس الأهمية والاهتمام لمعالجتها واجتثاثها من جذورها . فلنعمل سوية على محاربة العنف في جميع المواقع حتى يتشرب الأبناء ذلك فيتعاملوا فيما بينهم بالحسنى والتسامح والمحبة .
إن للأباء دور كبير وللمربين والمعلمين دور أكبر في ذلك من خلال الدروس وحصص التربية الفعاليات والمشاريع والبرامج وهناك دور أكبر للآباء والمعلمين معاً في ما إذا وحّدوا جهودهم وعملوا معاً من أجل الوصول إلى الهدف ألا وهو مجتمع بلا عنف وأجيال متسامحة وصالحة .
كن كالشجرة يرميها الناس بالحجر فترميهم بالثمر